الخيال هو أحد القوى العقلية، ذات النتائج الايجابية والسلبية، يتحد مردودها على الانسان حسب استعمالها، والاستفادة منها، وهي في حقيقتها غير الوهم وأحلام اليقظة التي تسيطر على الانسان وتبعده عن الواقعية والموضوعية، غير أنها قابلة لأن تتحول الى وهم، وأحلام يقظة لا واقع لها، تقود الانسان بعيداً عن الواقعية. وفي مرحلة الشباب ينشط الخيال، وتتفتح تلك القوة العقلية عنده، وهي باتجاهها الايجابي المادة الأساسية للابداع والابتكار والتطوير. فبالخيال يبدأ الشاب عمله الفني والكتابي، وبالخيال تتفتح القدرة على الابداع والابتكار والاختراع. وبالخيال يتصور الانسان أوضاعاً جديدة، غير الأوضاع التي هو عليها، تمهيداً للتغيير، فالخيال هو الجسر الذي ينقل الانسان من الواقع الراكد الى واقع متصور، يحمل التجديد والابداع. وفي مرحلة الشباب، ولقلة الخبرة والتجربة الموضوعية لدى جيل الشباب، وبغياب الارشاد والتوجيه من الأبوين، أو الأصدقاء والأقارب، والاجهزة الاجتماعية، وأجهزة الدولة المختصة، يبدأ الانسياق وراء الخيال، وتتحكم أحلام اليقظة والوهم في مشاريع الشاب، وطريقة تفكيره فيما يتعلق بالمستقبل من حيث الأهداف المعاشية، والدراسية، والزواج، وطبيعة الزوجة أو الزوج، الذي يتصوره، وبمستوى الحياة، وما يتوقعه من الآخرين أن يحققوه له، وما يحتمل وقوعه وحدوثه من احتمالات ايجابية مفرطة التفاؤل، فيخدع نفسه، ويفرض على مستقبله تصورات خيالية بعيدة عن الامكان الواقعي، فيصاب بالاحباط، ورد الفعل العنيف، عندما تتحطم أخيلته، وأحلام يقظته. لذا كان من الضروري تزويد الشباب بالخبرة والتجارب الواقعية، والتوعية على هذه الظاهرة، وتوفير النصح والارشاد الكافي لهم، وتوجيه ملكة الخيال باتجاه العمل المبدع. وكم كانت وصية الامام علي عليه السلام معبّرة عن أهمية النصح، والاستفادة من التجارب عندما خاطب ابنه الامام الحسن عليه السلام بقوله: «....فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك، لتستقبل بجدِّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كُفيت مؤونة الطلب، وعُوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه، واستبان لك منه ما ربّما أظلم علينا فيه
mady Admin
عدد المساهمات : 214 تاريخ التسجيل : 12/12/2009 العمر : 35
موضوع: رد: 3-تسلط الخيال وأحلام اليقظة الأربعاء ديسمبر 30, 2009 9:02 am